«بهجة المجالس وتحفة الأعيان في تاريـخ عمـان» أبـــــــــرز محتوياتها
البطاشي: المكتبة تحتاج إلى توسعة لكثرة الكتب وكثرة المرتادين -
أجرت اللقاء: سعاد بنت ناصر السنانية -

تعد المكتبات رافدًا أساسيًا من روافد العلم والمعرفة، حيث يرتادها القراء لينهلوا مما تحتويه من كتب قيمة في مجالات العلوم «الدينية والطبية والهندسة والرياضيات واللغة وآدابها وغيرها».
وقد اجتهد الكثير من الناس لتكوين مكتبات خاصة في بيوتهم نظرًا لشغفهم بالكتاب وما يحتويه من كنوز معرفية متعددة المشارب.
ومن بين الذين يمتلكون مكتبات خاصة في ولاية قريات الشيخ خالد بن محمد البطاشي الذي أكد أن المكتبة التي يمتلكها ليست من المكتبات الكبيرة، وإن كانت تحتوي على عدد كبير ومتنوع من الكتب في أغراض شتى منها «الدينية والتاريخية والأدبية وكتب في معاجم اللغة العربية وكتب السير والأحداث وكتب السير والشعر والأدبيات الأخرى».
وتنفرد المكتبة باستقلالها في مبنى حتى تفتح للعامة فهي موجودة في مجلس الضيوف ويؤكد: الحمد لله زوارنا كثر، وعند زيارتهم يطلعون على الكتب، ومنهم من يستعير كتبًا للقراءة والمطالعة ثم يرجعها.
وعن تطلعاته المستقبلية حول المكتبة قال: أتطلع إلى توسعة المكتبة؛ لأنني توجد لدي الكثير من الكتب التي لم تستوعبها المكتبة حاليا.
وعن الكتب الشهيرة بالمكتبة قال: توجد بالمكتبة بعض الكتب القديمة مثل: كتاب تحفة الأعيان في تاريخ عمان للشيخ نور الدين السالمي، وهذا الكتاب يتحدث عن الحوادث التي جرت في عمان منذ العهود الغابرة منذ عدة قرون ماضية تحدث فيها عن دولة النباهنة واليعاربة، وعن الأئمة فهو حاوٍ وشامل وهو أول كتاب يكتب عن تاريخ عمان، ثم أتت بعده الكتب الأخرى لابن رزيق.
أيضا من أشهر الكتب القديمة في المكتبة كتاب بهجة المجالس فهو يشتمل على فنون كثيرة من العلوم والحكم والمواعظ لمؤلفه الشيخ العلامة خلفان بن جميل السيابي -رحمه الله- وهو من أكابر علماء عمان والمكتبة كما ترونها زاخرة بالكتب القديمة والحديثة والكتب جميعها في موضوعات مختلفة مثلا كتاب بهجة المجالس كتاب ديني، وهو عبارة عن سؤال وجواب اشتريته من سنين طويلة من مكتبة البحرين وما زلت أحتفظ به إلى الآن وبعض الكتب تحمل القصص والروايات والمأثورات التاريخية.
وعما إذا يوجد دعم من الجهات المعنية قال: لا لم يدعمني أحد، ولم أطلب ذلك فهذا مقدور عليه فالكتب اشتريها من معارض الكتاب ومنها ما احتفظت به من قبل ومنها تأتيني كهدية من بعض الأصدقاء.
وعن سؤالنا كيف استهواك جمع الكتب والحفاظ عليها قال: إن آباءنا كانوا أناسا متعلمين وأهل ثقافة وذوي مكانة في المجتمع والكتاب ديدنهم وجليسهم ونحن والحمد لله سرنا على منوالهم وإن كنا لن نصل إلى جزء مما كانوا فيه من حيث القراءة والاطلاع؛ لأن تلك الأيام كانت مختلفة أما الآن الأدوات العصرية والمشاغل فقد حدَّت من القراءة والاطلاع ولكن يظل الكتاب هو مصدر للثقافة ومصدر للعلم والحمد لله هذا الجيل جيل عصر النهضة وعصر العلم والاطلاع أيضا ليس ببعيد عن الكتاب فأحيانًا يأتي بعض الشباب من أهلنا وأقاربنا وأصدقائنا يأتون إلى المجلس للقراءة فالمكتبة مفتوحة لهم ومتاحة ولا ينقصنا إلا بعض الأصدقاء من أصحاب العلم الذين عاصرناهم وعايشناهم كنا نجالسهم -رحمهم الله- وضمهم التراب فقد كنا نقيم الأمسيات وكنا نستفيد منها مثل الشيخ حميد أبو سرور الذي إلى جانب كونه قاضيا كان أديبا وينظم الشعر وأوجد حركة ثقافية كبيرة في الولاية والشيخ عبدالله بن عبيد اللزامي -رحمهم الله كذلك.
وعن كلمته الأخيرة قال: نشكركم على اهتمامكم بمكتبتنا فقد أصبح العماني الآن عزيزا في بلده، وفي وطنه فالعماني الآن أصبح في مستوى كبير من العلم والوعي والثقافة يخدم وطنه ومجتمعه ويكفينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي نعيشها في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.
